منوعات

“ملتقى المؤلفين” يناقش صياغة الذهب التقليدية في قطر

نظم الملتقى القطري للمؤلفين جلسة جديدة من برنامج “حوار مع”، والتي يقدمها الدكتور علي عفيفي علي غازي، واستضاف فيها الأستاذ محمد حسين الصايغ، الباحث في إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة القطرية، حيث دارت الجلسة حول “صياغة الذهب التقليدية في قطر”.

واستهل د. علي عفيفي الجلسة بالتعريف بالصايغ. مؤكدًا أنه تخرج من كلية الإدارة والاقتصاد، تخصص إدارة أعمال، وهو باحث في التراث والثقافة في وزارة الثقافة منذ عام 2010، وقدم العديد من الأوراق البحثية، منها ورقة في مؤتمر في جمعية التاريخ والآثار لدول الخليج العربية، عن صياغة الذهب في قطر، وألقى محاضرة في نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، عن صياغة الذهب واللؤلؤ، ومحاضرة أخرى “أون لاين” مع جمعية مؤرخي الكويت عن “الطواويش (تجار اللؤلؤ) في الخليج العربي”.

وتحدث الصايغ عن إنتاج الذهب في قطر قديمًا. موضحًا أن عملة تشكيل الذهب كانت تتم من خلال العملات الذهبية، سواء من الليرات التركية العثمانية أو الليرات الإنجليزية، فكان يتم تذويبها، ويتم سحبها بالطرق التقليدية بالأسلاك والأرجل، وبالتالي يسهل تشكيل الحلية، بالإضافة إلى عمليات أخرى مثل الصهر، أو تشكيلها بواسطة مواد كيماوية. وأشار إلى أن كل محل من محلات الذهب في قطر قديمًا كان يحتوي على ورشة تصنيع للذهب مصغرة؛ لأجل تشكيل المصوغات والحلي، وكان تمركزها في سوق واقف. لافتًا إلى أن التشكيلات التقليدية التي كان الصاغة وتجار الذهب يقومون بصياغتها حينئذ، تؤكد أنه كان هناك ذهب تقليدي في قطر.

وتابع: إن الصايغ القطري كان يُعد تشكيلات مميزة من الذهب، منها ما هو على شكل حب الهيل، في إشارة إلى حب الهيل، المستخدم في تصنيع القهوة العربية التقليدية، كما كانت هناك تشكيلات أخرلى على شكل الهلال أو النجمة، وكان يتم ارتداؤها فوق “البخنق”، وكانت جميعها مستوحاة من البيئة القطرية. كما كانت هناك بعض التشكيلات على شكل أسماك وأوراق الأشجار والورود، وكانت هذه التشكيلات يتم وضعها على الملابس النسائية.

لافتًا إلى أن حلي المرأة القطرية كان يمتد من الرأس إلى القدم. وقال الصائغ: إن حلي الرأس منها ما كان على شكل الهلال، كما عرفت حلي المرأة القطرية تشكيلات الأساور والملابس، وكذلك أنتج الصاغة القطريين تشكيلات ذهبية أخرى لملابس الأطفال. لافتًا إلى أن بعض النساء الميسورات كن يرتدين تشكيلات من الذهب، مستوحاة من البيئة القطرية. وقال إن النساء القطريات يحرصن حاليًا على اقتناء الذهب التقليدي في مناسبات الزواج فقط، وفي غير ذلك يعتمدن على تشكيلات الذهب الحديثة، بحكم تطورات العصر.

وحول مدى ارتباط حركة بيع الذهب بصيد اللؤلؤ وتجارته، أكد الصايغ أن الصاغة أنفسهم في القديم كانوا يشتغلون في صياغة الذهب، ولكن في الصيف كانوا يشاركون في موسم الغوص على اللؤلؤ، كبقية أفراد المجتمع القطري، كما أن بعضهم كانوا تجار لؤلؤ، أي طواويش، لافتًا إلى الارتباط الوثيق بين حركة الذهب واللؤلؤ. وأشار إلى أنه كان يتم كذلك تشكيل بعض عقود اللؤلؤ الخالص، بالإضافة إلى المزج بين حبات اللؤلؤ مع الذهب في تشكيلات بعض حلي المرأة القطرية، وذلك بتركيب الذهب على حبات اللؤلؤ، وفي وقت من الأوقات يتم خرق اللؤلؤ، لتثبيت الذهب، مشيرًا إلى أنه كان يتم تشكيل عقد كامل من اللؤلؤ، مع مزجه بالذهب، وكانوا يستخدمون عندئذ الدانات، أي حبات اللؤلؤ الكبيرة، وأحيانًا الجمانات، أي حبات اللؤلؤ الصغيرة.

ووصف لؤلؤ الخليج بأنه الأفضل على مستوى العالم، وذلك كونه يحتوي على سبع طبقات، وأن الصايغ ع القطري قديمًا كان يُستخدم اللؤلؤ ذي اللون الأبيض، وخاصة ناصع البياض منه، ليتم تشكيله مع الذهب. وقال إنه يصعب تشكيل الذهب من عيار 24 ، ولذلك يصبح سبيكة في حد ذاتها، على خلاف الذهب الآخر من عيار 22 و18 وغيرهما، لافتا إلى أن الذهب عيار 18 من أفضل أنواع الذهب في التشكيل، كما أنه في أورويا يتم تشكيل الذهب من عياري 14و16، كون هذا الذهب يحتوي على شوائب ومعادن أكثر من العيارات الأخرى، فضلًا عن بيعه بأسعار أرخص من تشكيلات الذهب الأخرى. وفيما يتعلق بمدى مشاهدته لتشكيل الذهب، أثناء تواجده مع جده في محل الذهب.

وقال الصايغ: إنه كان يساعد جده في إعداد سلاسل من الذهب، وإعداد بعض النقوش الذهبية على السيوف. مؤكدًا أنه تعلم من جده العديد من المهارات، وهو ما شكل له خبرة عندما أصبح باحثًا في التراث القطري عامة،وتراث الذهب والحلي والصاغة خاصة. وحول ما إذا كان شائعًا في المجتمع القطري تذهيب السيوف، أكد أنه كان يتم صب الذهب على السيف، كما كانت هناك سيوفًا تصنع من الذهب الخالص، بالإضافة إلى تذهيب البنادق، وغيرها من الأسلحة.

وحول جهوده في توثيق صناعة الذهب قديمًا في مؤلفات، أشار إلى أنه شارك في تقديم العديد من أوراق العمل البحثية في عدة مؤتمرات، وأنه حاليًا بصدد إعداد كتاب عن صياغة الذهب في قطر، وأنه بالإضافة إلى توثيقه لصياغة الذهب التقليدية في قطر، من مختلف جوانبها، فإنه يستعرض كذلك لتجربته الشخصية في هذا الشأن، معرجًا الحديث عن إبراز الفوارق بين صياغة الذهب قديمًا، وفي الوقت الحالي.

المصدر

صحيفة صباح الدوحة

صحيفة صباح الدوحة هي صحيفة إخبارية الكترونية شاملة تقدم تحليلات وتحقيقات ومتابعة للمستجدات داخل البلاد وخارجها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى