منوعات

50 % من النحل ينفق بسبب المبيدات الخطرة

كشف نحالون وخبراء عن نفوق 50 % من النحل في دولة قطر بسبب المبيدات بخلاف ما ينفق بسبب الأعداء الطبيعيين الأمر الذي يؤدي إلى خسارة نصف الإنتاج وحملوا وزارة البلدية المسؤولية لعدم تطبيقها إجراءات رقابية صارمة تمنع دخول المبيدات شديدة السمية التي تترتب عليها أضرار للبيئة وصحة المجتمع، ومن جانبها نفت البلدية ذلك، مؤكدة أن كل المبيدات سامة وبإمكان النحالين حماية الخلايا بحسن وترشيد التعامل معها، بيد أنهم على الرغم من معرفة شدة سميتها فإنهم يستخدمونها في المزارع الأمر الذي تكون له تداعيات سلبية على النحل وإنتاجه. وتحرص وزارة الصحة على فحص عسل النحل ومنتجاته قبل طرحها في المهرجانات والمعارض حتى لا تكون بها أية متبقيات مبيدات أو ملوثات. ووفق مهرجان العسل الجارية فعالياته بسوق واقف الآن تتراوح أسعار كيلو العسل من 500 ريالا إلى 250 ريالا.

وحول التحديات التي تواجه أصحاب المناحل يقول أحمد بن سالم اليافعي – رئيس قسم الإرشاد والخدمات في إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة لـ “لوسيل”، إن وزارة البلدية لا تدخر جهدا في دعم أصحاب المناحل بمستلزمات الإنتاج مثل خلايا النحل والملكات وبالخبرات والمشورة في مواجهة الأعداء الطبيعيين للنحل وما يواجهه من مخاطر، أهمها استخدام المبيدات والتغلب على استخدامها ليس في أيدي وزارة البلدية إنما في أيدي أصحاب المزارع والمناحل أنفسهم، فإذا توقفوا عن استخدام المبيدات أو أحسنوا استخدامها فإن مناحلهم لا تتعرض لأي أذى، مؤكدا أن كل المبيدات سامة وتعرض النحل للخطر وبالتالي الكرة في ملعب النحالين.

ويستطرد أحمد اليافعي قائلاً: من أحدث عمليات الدعم التي تقدمها البلدية لأصحاب المزارع والمناحل إقامة أول مهرجان يجمع الخضراوات والعسل معا تجري فعالياته الآن بسوق واقف وتشارك فيه 70 مزرعة ومنحلا من بينها 35 مزرعة قطرية و15 منحلا قطرياً إلى جانب 20 منحلا من مختلف أرجاء العالم.

ويؤكد اليافعي أن البلدية حرصت على إخضاع المزارع والمناحل المشاركة في المهرجان لمعايير جودة مرتفعة وصارمة ورفضت مشاركة العديد من المزارع لعدم انطباق معايير الجودة عليها. 

ضعف الرقابة 

ويقول المهندس عرفات النوبي المسؤول عن المناحل في مزرعة أم قرن: أخطر ما يواجه إنتاج عسل النحل وينعكس على معدلاته وصناعته 3 عوامل، وهي الأعداء الطبيعيون من حشرات “الفاروا” وطيور مهاجرة تفترسه مثل “الوروار”، والعامل الثاني يتعلق بارتفاع معدلات درجة الحرارة خلال 3 أشهر في العام الأمر الذي يتسبب في هلاكه لعدم مقدرته على التعايش مع الطبيعة وعدم وجود طعام له، بيد أنه أشار إلى إمكانية تغير ذلك مستقبلا على إثر مشروعات التشجير الواسعة التي بدأتها الدولة خلال الفترة الماضية والمستقبلية، أما العامل الثالث الذي يمثل خطرا على المناحل المبيدات السامة والتي تؤدي إلى هلاك ما بين 40 إلى 50 % من النحل وتشكل خسارة كبيرة لمجمل المناحل في دولة قطر.

ويستطرد م. عرفات النوبي قائلاً: تتحمل المسؤولية وزارة البلدية عن هلاك النحل لعدم فرضها رقابة صارمة على المبيدات المستوردة وتقدر بعشرات الأنواع، حيث تدخل البلاد مبيدات سامة للغاية ويتم رشها على المزارع لمقاومة الحشرات وعندما يحاول النحل الحصول على الرحيق من زهور النباتات والأشجار يتعرض للتسمم وينفق، الأمر الذي يجعل البلاد تفقد ما يقرب من نصف الإنتاج من العسل. وناشد وزارة البلدية ألا تسمح بدخول المبيدات شديدة السمية وتأخذ في الاعتبار تواجد تلك المناحل.

ويشير المهندس عرفات حول طرق تسمم النحل إلى تسرب المبيدات بشكل مباشر عن طريق الريح إلى داخل الخلية، أو أثناء قيام نحلة العسل بجمع الرحيق الملوث يحدث لها تسمم معدٍ جراء استخدام المبيدات سريعة التأثير ويموت النحل قبل وصوله للخلية. وتزداد الخطورة في حال استخدام مبيدات بطيئة التأثير، حيث يستطيع النحل نقل الرحيق وتخزينه في الخلية قبل ظهور التأثير القاتل للمبيد عليه ويموت النحل نتيجة تراكم النحل الميت داخل الخلية وعدم قدرة النحل المنظف على إزالته.

حبوب اللقاح

وأضاف: إذا تمكن النحل السارح من تخزين حبوب اللقاح الملوثة وتغذى عليها النحل الحاضن واليرقات تكون الخلية بأكملها مهددة بالخطر، ويستدل على ذلك بوجود نحل ويرقات ميتة أمام الخلية وأسفل الإطارات. وتناول النحل لماء ملوث بمواد كيماوية يؤدي لموته، ويزداد الخطر في أيام الحر خاصة، وذلك بسبب موت النحل السارح وارتفاع درجات الحرارة داخل الخلية بسبب نقص الماء. كما يمكن أن يحدث ذلك أيضا عند استهلاك النحل لقطرات الندى المتجمعة على النباتات المرشوشة، أو مواجهة النحل المباشرة لرذاذ وأبخرة المبيدات المرشوشة في الحقول أثناء طيران النحل. 

 ويقول المهندس عرفات: يقوم الاتحاد الأوروبي بتوسيع الحظر المفروض على ثلاثة مبيدات حشرية (نيونيكوتينويد) تهدد النحل، إلى أن منعت كلياً مؤخراً في الهواء الطلق. وجاء ذلك بعد أن وجدت هيئة مراقبة سلامة الأغذية أن المبيدات تشكل خطراً على النحل.

 وأوضح م. عرفات: يدعو الاقتراح المصدق إلى حظر كامل في الهواء الطلق لثلاث مواد: (ايميداكلوبريد) الذي طورته شركة باير كروبساينس الألمانية، و(كلوثياندين) التي أنشأتها شركة باير لألمانية، وشركة تاكيدا اليابانية، بالإضافة إلى (ثيامثوكسام) من شركة سينغينتا السويسرية”.

وحول إنتاج المناحل بمزرعة أم قرن يقول المهندس عرفات: لدينا بالمزرعة 200 خلية وخارجها 350 خلية وتنتج 7 أنواع وهي: العسل، حبوب اللقاح، والعكبر ويتم إنتاج مادته من قبل النحل على الأشجار والأوراق والأغصان، وهو مادة ذات لون بني وملمس لزج، وخبز النحل، وشمع العسل، والعسل الأبيض، وغذاء ملكات النحل.

ويستطرد: “لدينا عبوات من العسل يتراوح سعرها بين 300 إلى 100 ريال وأوزانها من 700 إلى 250 جراما وعلى سبيل المثال حبوب اللقاح 75 ريالا 100 جرام،غذاء ملكات النحل 30 جم بسعر 150 ريالا والعطبر 30 جم بسعر 100 ريال.

نفوق النحل 

وحول أضرار المبيدات الزراعية والخسائر على خلية النحل، يقول د. نزار حداد خبير تربية النحل إن أهمها ضعف عام للطوائف التي تعرضت للتسمم بالمبيدات مما يجعلھا عرضة للإصابة بالأمراض والآفات. جوع الطائفة نتيجة موت العاملات السارحة، موت الحاضنة من البرد لقلة العاملات الحاضنة التي تعرضت للتسمم، توقف الملكة عن وضع البيض أو قلة وضع البيض في الخلية، موت الملكات الذي يحدث نتيجة إحلال النحل لھا، في حالات كثيرة يؤدي التسمم إلى موت الطائفة بالكامل.

ويمتد التأثير الى النباتات فيؤدي إلى انخفاض نسبة عقد الثمار ذات التلقيح الخلطي، تدني نوعية الثمار، تدني محصول العسل في حالات التسمم المبكر في بداية الموسم، خلل في توازن الغطاء النباتي البري بسبب عدم توفر الملقحات (الحشرات التي تقوم بالتأبير).

ويقول محمد عبدالغني خبير تربية النحل في محاصيل اليوم: لدينا 280 خلية نحل وننتج أجود أنواع عسل النحل في قطر ونبيع الكيلو بسعر 250 ريالا ومنتجنا يخضع للفحص من قبل وزارة الصحة لاختبار نقاوته”.

وحول التحديات التي تواجهها المناحل يضيف: يتوجب الرقابة الرقابة من قبل وزارة البلدية وحظر دخول المبيدات شديدة السمية للبلاد، وفيما يتعلق بالعوامل البيئية فليس شرطا أن ينفق النحل خلال الصيف كما يقول البعض، إنما من الممكن أن يعيش حياة طبيعية عبر الاعتناء به وتضليل مساحات المناحل وتزويده بخلطة بديلة يتغذى عليها حتى تمر أشهر الحر ويبدأ الإنتاج من جديد. 

10 أصناف من السدر

 وتقول جويلين جينتو مسؤولة مبيعات بمناحل أبوسيف: توضع المناحل بالقرب من أشجار السدر، حيث يجمع النحل الرحيق من أزهارها لإنتاج عسل السدر. ويوجد في المزرعة الرئيسية لأبي سيف أكثر من عشرة أصناف من السدر، وتنتج المزارع أيضا عسل الربيع والسمر. 

وتشير جويلين: يصل سعر الكيلوجرام الواحد من عسل أبو سيف إلى 350 ريالا وسعر النصف كيلو جرام 180 ريالا. وتضيف: تُستخدم تقنيات تغذية خاصة لتغذية النحل في المواسم القاحلة عندما لا تتوافر زهور كافية. 

وتؤكد جويلين: وجود إقبال كبير من قبل المستهلكين على شراء عسل مناحل أبو سيف، لأنه عسل نقي وطبيعي وأورجانيك وله شهرته محليا وإقليميا لما تحظى به مناحل أبوسيف من ثقة. 

المصدر

صحيفة صباح الدوحة

صحيفة صباح الدوحة هي صحيفة إخبارية الكترونية شاملة تقدم تحليلات وتحقيقات ومتابعة للمستجدات داخل البلاد وخارجها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى