ميتا توقّع اتفاقًا نوويًا لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي المتزايدة من الطاقة

النقاط الرئيسية:
-
شركة “ميتا” توقّع اتفاقًا لمدة 20 عامًا مع “كونستليشن إنرجي” لإحياء محطة نووية في ولاية إلينوي الأمريكية.
-
الاتفاق يعكس استعداد ميتا لمستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي كثيف استهلاك الطاقة.
-
شركات كبرى مثل أمازون، جوجل، ومايكروسوفت تتبع استراتيجيات مماثلة لتأمين الطاقة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
-
الاعتماد الحالي على مصادر طاقة أحفورية مثل الغاز الطبيعي والفحم يفاقم أزمة تغيّر المناخ.
-
خطط لبناء محطات طاقة تعمل بالغاز في لويزيانا لتغذية مركز بيانات ضخم تابع لميتا.
-
فرنسا تروّج لقدراتها النووية كوسيلة لقيادة مجال الذكاء الاصطناعي عالميًا.
-
الذكاء الاصطناعي يتطلب كميات هائلة من الكهرباء لتدريب النماذج وتشغيلها (inference).
-
تقرير لوزارة الطاقة الأمريكية: استهلاك مراكز البيانات للكهرباء في أمريكا تضاعف ثلاث مرات خلال عقد، وسيتضاعف مجددًا حتى 2028.
-
الطاقة النووية تمثّل حاليًا نحو 15% من استهلاك مراكز البيانات في أمريكا، والطاقة المتجددة 24%.
-
مصطلح تكنولوجييا يُبرز أهمية ربط الذكاء الاصطناعي بالتحول في مصادر الطاقة.
في خطوة تُبرز التحوّل العالمي في استراتيجيات الطاقة، وقّعت شركة “ميتا” – المالكة لفيسبوك وإنستغرام – اتفاقية تمتد لـ20 عامًا مع شركة “كونستليشن إنرجي” Constellation Energy لإعادة تشغيل محطة طاقة نووية في ولاية إلينوي الأمريكية، بهدف تلبية احتياجاتها المتنامية من الكهرباء اللازمة لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لماذا لجأت ميتا إلى الطاقة النووية؟
مع الطلب المتسارع على أدوات الذكاء الاصطناعي، تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى إلى مصادر طاقة موثوقة وغير ملوّثة. وتأتي خطوة ميتا ضمن سلسلة تحركات مشابهة من أمازون، جوجل، ومايكروسوفت لتأمين الكهرباء لمراكز بياناتها المتعطشة للطاقة.
ومع أن الطاقة النووية لن تكون جاهزة لتلبية هذه الاحتياجات خلال سنوات قريبة، إلا أن هذه الاتفاقيات طويلة الأمد تعبّر عن توجه استراتيجي طويل المدى. ومع ذلك، ستعتمد ميتا في الوقت القريب على الغاز الطبيعي، حيث أعلنت شركة Entergy – إحدى أكبر شركات المرافق في الولايات المتحدة – عن تسريع بناء محطات تعمل بالغاز في ولاية لويزيانا لخدمة مركز بيانات ضخم تابع لميتا.
كيف تؤثر الطاقة الأحفورية على نمو الذكاء الاصطناعي؟
رغم التوجه نحو مصادر أنظف مثل النووي والطاقة الشمسية، يعتمد معظم استهلاك مراكز البيانات في أمريكا حتى اليوم على الوقود الأحفوري، خاصة الغاز والفحم. ويؤدي ذلك إلى زيادة انبعاثات الكربون وتسارع التغيّر المناخي.
وحسب تقرير صادر عن “الوكالة الدولية للطاقة” IEA في أبريل الماضي، فإن 24% من طاقة مراكز البيانات في أمريكا تأتي من مصادر متجددة، و15% من الطاقة النووية، بينما يتم إنتاج الباقي من الوقود الأحفوري.
لماذا تحتاج أنظمة الذكاء الاصطناعي كل هذه الطاقة؟
الأنظمة مثل “تشات جي بي تي” و”Llama” من ميتا تعتمد على عمليات تدريب ضخمة باستخدام معالجات رسومية (GPUs) قوية تعمل ضمن شبكات ضخمة من الخوادم، وهي عملية تُعرف بالتدريب أو “pretraining”.
بعد التدريب، تحتاج الأنظمة لطاقة إضافية لأداء المهام المطلوبة من المستخدمين، كإنشاء النصوص أو الصور – وهي عملية تُعرف بـ”inference”. وتستهلك كلتا العمليتين كميات ضخمة من الكهرباء وتنتج حرارة عالية، ما يستدعي أنظمة تبريد قوية تستهلك بدورها طاقة إضافية.
ما موقف فرنسا من الربط بين الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي؟
خلال قمة للذكاء الاصطناعي في باريس، روّج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لفرنسا كدولة رائدة في هذا المجال بفضل اعتمادها على الطاقة النووية، التي تشكّل نحو 75% من إنتاج الكهرباء في البلاد – وهي النسبة الأعلى عالميًا.
واقتبس ماكرون بسخرية من شعار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب “احفر، فقط احفر”، قائلاً: “هنا لا حاجة للحفر، فقط وصّل”.
هل يمكن للطاقة النووية والبديلة أن تلبّي الحاجة؟
رغم الوعود، لا تزال مصادر الطاقة النظيفة بعيدة عن تلبية الطلب المتسارع على الكهرباء الناتج عن تكنولوجييا الذكاء الاصطناعي. تقرير صادر عن وزارة الطاقة الأمريكية أواخر العام الماضي، أشار إلى أن استهلاك مراكز البيانات للكهرباء قد تضاعف ثلاث مرات خلال العقد الماضي، وقد يتضاعف أو يتضاعف ثلاث مرات أخرى حتى عام 2028، ليصل إلى 12% من مجمل استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة.
إلى أين تتجه التكنولوجيا والطاقة معًا؟
بينما تمضي ميتا وشركات أخرى نحو الطاقة النووية كمستقبل مستدام لـ تكنولوجييا الذكاء الاصطناعي، تبقى الطاقة الأحفورية هي المصدر الرئيسي حاليًا. وفي ظل المخاوف البيئية والتغير المناخي، يُطرح سؤال جوهري: هل يمكن أن يتماشى النمو التكنولوجي السريع مع استدامة الطاقة؟