
قال وزير الدولة لشؤون الطاقة سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، بأن قطر مستمرة في إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي حتى لو قام مشترون آخرون بعرض دفع سعر أعلى، مشدداً في الوقت ذاته أن وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا “غير ممكن عمليا”.
وعبر مقابلة مع شبكة سي إن إن فقد ذكر وزير الدولة لشؤون الطاقة أنه : “لن نحول (العقود) حتى لو كانت لدينا مكاسب مالية”
وأضاف بأنه سيعمل على المحافظة على الإمدادات الحالية، وهذا تضامن مع ما يحدث في أوروبا”.
وأوضح بأن قطر لا “تنحاز إلى جانب أي طرف” في الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، قام مسؤولون ألمان، من بينهم وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، بزيارة لدولة قطر بهدف إجراء مباحثات حول إمداد أوروبا بالغاز في ظل حالة عدم اليقين بشأن الطاقة الروسية.
وفي هذا الصدد فقد قال الوزير الكعبي: “لم نتوصل بعد إلى اتفاقية طويلة الأمد مع ألمانيا حتى اللحظة ، بيد أننا على استعداد للمناقشة مع الشركات التي كنا نناقشها لوضع اتفاقية طويلة الأجل موضع التنفيذ المحتمل، لافتا إلى أنها اتفاقية تجارية بين كيانات تجارية”.
و تلفت التقارير إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى لخفض استهلاك الغاز الطبيعي الروسي هذا العام حيث يستعد للانفصال بشكل تام عن أكبر مورد منفرد للطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتنص خطتها على الاستفادة من الإمدادات البديلة ، ويتضمن ذلك شحنات الغاز الطبيعي المسال ، وتعزيز الإنتاج والواردات من الميثان الحيوي والهيدروجين المتجدد ، بالإضافة لتحديث المباني لتقليل الاستهلاك.
وفي إطار الرد على سؤال مذيعة “سي إن إن” حول ضغط الولايات المتحدة بشدة على أوروبا في الوقت الحالي من أجل قطع واردات الطاقة الروسية على الفور، وإذا ما كان ذلك ممكناً، فقد قال وزير الدولة لشؤون الطاقة: “فيما يتعلق باستبدال الإمدادات الروسية من الغاز، عليك أن تنظرين إلى الأرقام اليوم، في مكان ما حدود 30 إلى 40 % من إجمالي التزود بالغاز (في أوروبا) يأتي من روسيا، لذا إذا أردنا القول بإنه يمكن لأوروبا أن تستبدل هذا الغاز ، فإن هذا غير ممكن عمليا”.
وعند الإجابة على سؤال بخصوص واردات قطر من الغاز لأوروبا في ظل ضغط واشنطن بشدة على أوروبا للتخلي عن الغاز الروسي فقد أوضح قائلاً: “العقد الذي نورد بموجبه بالفعل إلى أوروبا معظمه قابل للتحويل، سواء في قارة أوروبا أو المملكة المتحدة، وما التزمنا به في الواقع تجاه الأوروبيين هو أن الأحجام القابلة للتحويل لن نقوم بتحويلها”
وأضاف “لذلك سنحتفظ بها خلال هذا الظرف في أوروبا، حتى لو كان هناك مكاسب مالية لنا لتحويلها، فلن نفعل ذلك، وذلك تضامنا مع ما يحدث في أوروبا”.
وبما يخص موقف قطر المتضامن مع أوربا وهل له تأثير على العلاقة مع روسيا، فقد أوضح الكعبي: “لا أعتقد ذلك كما تعلمين نحن مورد طاقة ونزود أوروبا طوال الوقت لذا فإن جميع الأحجام التي نأخذها إلى أوروبا مخصصة لأوروبا، لذلك نحن نقول فقط أننا نحافظ على ذلك ولا نحوله”.
وحول ما اذا كانت قطر تقف مع طرف ضد آخر في الحرب الأوكرانية الروسية فقد قال “من منظور تجاري نحن لا نختار جانبا نحن نتصرف من منظور تجاري وعملنا في مجال الغاز بدافع التجارة وليس السياسة”.
وعن موضوع العقوبات التي فرضها الغرب على الطاقة الروسية وهل يعتبر عمل صحيح فقد رد وزير الدولة لشؤون الطاقة قائلاً: “من الصعب التعامل مع جزء الطاقة، أعتقد أن الطاقة ينبغي أن تبقى بعيد عن السياسة ، لأنها توقف التنمية ، ويمكن أن تؤثر على الأسعار بالطريقة التي حدثت ولديها الكثير من التقلبات”.