مرونة الاقتصاد الأمريكي في 2025 وتأثيرها على الأسواق والأسهم العالمية

النقاط الرئيسية:

• تقرير الوظائف الأمريكية في يونيو يُظهر إضافة 147,000 وظيفة جديدة.

• انخفاض معدل البطالة إلى 4.1% واستقرار المشاركة في سوق العمل عند 62.3%.

• نمو مبيعات التجزئة بنسبة 0.6% خلال يونيو بعد تراجعها في مايو.

• قطاع التكنولوجيا يقود موسم الأرباح بفضل الطلب على الذكاء الاصطناعي.

• شركات مثل Delta Airlines تسجّل أداءً قوياً في خدمات السفر.

• الأسواق تستفيد من استهلاك مستقر رغم ارتفاع الرسوم الجمركية.

• الاحتياطي الفيدرالي متردد في خفض أسعار الفائدة رغم تراجع التضخم.

• الأسهم المرتبطة بالخدمات والتكنولوجيا تُعد خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين.

• التحذير من القطاعات المتضررة مثل الطاقة وتجارة التجزئة التقليدية.

• استمرار التوترات التجارية قد يعيد تقلبات السوق.

ما هي دلالات تقرير التوظيف في يونيو 2025؟

كشف تقرير الوظائف الأمريكي لشهر يونيو 2025 عن إضافة 147,000 وظيفة غير زراعية، متجاوزًا التوقعات. جاءت الزيادة أساسًا من وظائف الحكومة المحلية (+73,000) والقطاع الصحي (+39,000)، وهما قطاعان يتمتعان بمناعة نسبية أمام التقلبات الاقتصادية. وبلغ معدل البطالة 4.1%، وهو أدنى مستوى منذ فبراير، فيما استقرت نسبة المشاركة في القوى العاملة عند 62.3%، ما يعكس سوق عمل مستقرة ولكن تتباطأ بوتيرة مدروسة.

كيف تؤثر مرونة سوق العمل على سوق الأسهم؟

يمثل استقرار سوق العمل قاعدة أساسية لنمو الاستهلاك، والذي يشكل قرابة 70% من الناتج المحلي الأمريكي. وتشير البيانات إلى أن القطاعات المرتبطة بالصحة والتعليم، المدفوعة بالتوجهات الديمغرافية والسياسات الحكومية، تظل وجهة دفاعية للمستثمرين. ومع نمو الأجور بنسبة 3.7% على أساس سنوي، يُتوقع أن يظل الاستهلاك قويًا رغم التحديات التضخمية.

هل تواصل مبيعات التجزئة الأمريكية الصمود رغم ارتفاع الرسوم؟

ارتفعت مبيعات التجزئة في يونيو بنسبة 0.6%، مقابل انخفاض بنسبة 0.9% في مايو، متجاوزة التوقعات. وعلى أساس سنوي، نمت بنسبة 3.9%. ورغم أن الرسوم الجمركية أثرت على أسعار الإلكترونيات والأثاث، أظهرت قطاعات السيارات (+1.2%) ومواد البناء (+0.9%) والخدمات الغذائية (+0.6%) نموًا حقيقيًا في حجم المبيعات، ما يعكس مرونة المستهلك الأمريكي.

كيف ينعكس الإنفاق الاستهلاكي على أولويات المستهلكين؟

البيانات تشير إلى تحوّل في أولويات الإنفاق من السلع نحو الخدمات. على سبيل المثال، أعلنت شركة Delta Airlines عن نتائج قوية في الربع الثاني، مدفوعة بزيادة الطلب على مقصورات السفر الفاخرة. ويُعد هذا مؤشرًا على تسارع النمو في قطاع الخدمات، الذي غالبًا ما يتفوق خلال فترات التضخم المرتفع وارتفاع أسعار الفائدة.

ما أبرز ملامح موسم الأرباح في الربع الثاني من 2025؟

شهد موسم أرباح الربع الثاني نموًا متواضعًا بنسبة 4.8% في مؤشر S&P 500، لكن مع تفاوت بين القطاعات. قاد قطاع التكنولوجيا والاتصالات الأداء، بفضل الطلب على الذكاء الاصطناعي. شركة Micron Technology سجلت أرباحًا تفوق التوقعات بنسبة 30%. بالمقابل، تأخرت قطاعات الطاقة وتجارة التجزئة، حيث واجهت الأخيرة تحديات في المخزون وانخفاض الإقبال على السلع ذات الأسعار الكاملة.

ما التحديات التي تُواجه المستثمرين رغم الزخم الحالي؟

رغم الإشارات الإيجابية، هناك عدد من التحديات الاقتصادية:

• أسعار الفائدة: لا يزال الاحتياطي الفيدرالي مترددًا في خفضها رغم انخفاض التضخم، ما يضعف من قدرة الشركات والأفراد على الاقتراض.

• السياسات التجارية: هدأت الأسواق مؤقتًا عقب تعليق الرسوم لمدة 90 يومًا، لكن احتمال فرض “رسوم متبادلة” لاحقًا يُنذر بعودة التقلبات.

• تباين القطاعات: القطاعات المرتبطة بالسلع المعمرة والفائدة، مثل السيارات والإسكان، تواجه تحديات، في حين تستمر قطاعات الخدمات والتكنولوجيا في الأداء القوي.

ما هي الاستراتيجيات الاستثمارية المقترحة؟

في ظل هذا المشهد المتداخل، ينصح المستثمرون بما يلي:

• التركيز على التكنولوجيا والخدمات: مثل شركات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي (مثلاً NVIDIA وAMD) وشركات السفر والخدمات (مثل Delta وExpedia).

• التحوّط الدفاعي: عبر الاستثمار في قطاعي الرعاية الصحية والمرافق العامة، لتأمين الاستقرار وسط تقلبات السوق.

• تجنب القطاعات المعرضة للرسوم: مثل الطاقة وتجارة التجزئة التقليدية حتى تتضح السياسات التجارية المقبلة.

ما هو التقييم العام للوضع الاقتصادي الحالي؟

تشير كل المؤشرات إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال متماسكًا، مدعومًا بسوق عمل قوي، ومستوى استهلاك مرن، وشركات تتكيف مع الضغوط الجيوسياسية والسياساتية. وعلى الرغم من وجود مخاطر قصيرة المدى، فإن الاتجاهات الهيكلية الإيجابية تجعل من سوق الأسهم وجهة جاذبة للمستثمرين على المدى الطويل، خاصة في القطاعات المرتبطة بالابتكار والتكنولوجيا.