موسكو تنشر مقطع فيديو لسحب بعض قواتها وأميركا تتحدث عن زيادة أعداد الجنود الروس قرب أوكرانيا

قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الخميس إن نحو 10 قوافل من القوات الروسية غادرت شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد مشاركتها في المناورات، في حين شككت الولايات المتحدة في حديث روسيا عن سحب قواتها، قائلة إن موسكو زادت عدد قواتها قرب الحدود الأوكرانية.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو قالت إنه يظهر قوات ومعدات عسكرية من قوة دباباتها الخاصة بالمنطقة العسكرية الغربية وهي تعود إلى قواعد انتشارها الدائمة بعد تدريبات، وقالت الوزارة إن الدبابات والعربات المدرعة ستقطع زهاء ألف كيلومتر عبر خطوط السكك الحديدية.
وكانت موسكو قالت لأول مرة، أمس الأول الثلاثاء، إنها ستقلل وجودها العسكري في المناطق القريبة من أوكرانيا، حيث حشدت ما يزيد كثيرا على 100 ألف جندي والأسلحة الثقيلة في الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما أثار مخاوف الغرب من غزو روسي وشيك لأوكرانيا.
حركة القطارات
وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن مصادر للجزيرة في الجنوب الروسي رصدت تحرك قطارات كثيرة، تحمل معدات وآليات روسية من شبه جزيرة القرم -التي ضمتها موسكو عام 2014- ومن منطقة رستوف (غربي روسيا) باتجاه منطقة وسط البلاد في منطقة الفولغا وشمال القوقاز.
وأضاف مدير مكتب الجزيرة أن روسيا لم تسحب كل قواتها قرب الحدود مع أوكرانيا، إذ يمتلك الجيش الروسي قواعد دائمة في مناطق مثل كورسك وبلغراد ورستوف وفي القرم وغيرها. وذكر أنه على المستوى السياسي، انتقلت موسكو من لغة الدبلوماسية إلى لغة الهزل السياسي في التعامل مع التحذيرات الأميركية المتتالية من غزو روسيا الوشيك لأوكرانيا، وتشكيك واشنطن في إعلان موسكو سحب بعض قواتها قرب جارتها الغربية.
فقد دعت السفارة الروسية في واشنطن الولايات المتحدة إلى التخلي عما سمته التنويم المغناطيسي الذاتي بشأن حتمية غزو أوكرانيا، وطالبت السفارة واشنطن بعدم تغذية ما سمته الهيجان العسكري لوسائل الإعلام في ما يتعلق بأوكرانيا، كما دعت السفارة الإدارة الأميركية إلى التركيز على حل المسائل المهمة لتسوية النزاع الداخلي في أوكرانيا.
تعزيز القوات
في المقابل، قال مسؤول في البيت الأبيض إن موسكو عززت وجودها العسكري على الحدود الأوكرانية بنشرها 7 آلاف جندي إضافي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أمس الأربعاء إن قلق واشنطن لم يتراجع بشأن غزو روسي محتمل لأوكرانيا. وذكر المتحدث نفسه أن بلاده لا تزال ترى مزيدا من القوات الروسية على الحدود، وهي تتجه إلى مواقع القتال بدل الانسحاب.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال قبل يوم إن الرصد أظهر تحركا للجيش الروسي على حدود أوكرانيا وليس بعيدا عنها.
وشدد وزير الدفاع البريطاني بن والاس أمس الأربعاء على أن التدريبات العسكرية الروسية قرب أوكرانيا لا تحتاج أسلحة إستراتيجية ولا مستشفيات ميدانية، وأضاف أن عدد القوات الروسية يتزايد في مناطق رئيسية، وأنه لا يرى أي دليل على انسحابها.
ونقلت صحيفة “تلغراف” (Telegraph) البريطانية عن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس قولها اليوم الخميس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيطيل أمد الأزمة الأوكرانية إلى أشهر، محذرة من أنه إذا لم تتراجع موسكو فإنها ستدفع ثمنا باهظا يطول مصالحها الإستراتيجية، ومنها أنبوب نقل الغاز الروسي إلى أوروبا “نورد ستريم 2”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أمس الأربعاء في تصريحات صحفية إن روسيا تقوم بأكبر حشد عسكري قتالي منذ الحرب الباردة، وأضاف أن الحلف يفكر في إعادة نشر قوات قتالية في شرقي ووسط أوروبا، وإعادة نشر الصواريخ.
واتهمت وزارة الخارجية الروسية حلف الناتو بعسكرة منطقة البحر الأسود، واستغلال الأزمة لتعزيز وجوده العسكري شرقي أوروبا. ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس الأربعاء حجج الحلف لتعزيز وجوده العسكري في أوروبا الشرقية -بما في ذلك نشر مجموعات قتالية في رومانيا- بالهراء.
وضمن تنسيق القوى الغربية لمواجهة التهديدات الروسية، قال البيت الأبيض إن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي ستلتقي غدا الجمعة الأمين العام لحلف الناتو وقادة دول البلطيق، كما تلتقي نائبة بايدن بعد غد السبت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش مؤتمر ميونخ للأمن السبت.
وستتوجه وزيرة الخارجية البريطانية نهاية الأسبوع إلى العاصمة الأوكرانية كييف ثم إلى العاصمة البولندية وارسو، قبل قمة مجموعة السبع في ألمانيا السبت المقبل، وذلك لتأكيد دعم واشنطن لأوكرانيا في مواجهة المخاوف من غزو روسي.
مجلس الأمن
وفي أوكرانيا، طلبت سلطات كييف من مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأربعاء مناقشة تصديق مجلس النواب الروسي (الدوما) على قرار بتقديم مقترح للرئيس بوتين للاعتراف بانفصال “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” شرقي أوكرانيا، وهما منطقتان تخضعان لسيطرة انفصاليين يقاتلون القوات الأوكرانية ويحظون بدعم روسيا.
وقال المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة سيرجي كيسليتسيا في رسالة وزعها على أعضاء المجلس (15 دولة) إن تصديق الدوما (الثلاثاء الماضي) يشكل انتهاكا لوحدة الأراضي الأوكرانية وخرقا لاتفاق مينسك 2015.
وكان الانفصاليون أعلنوا من جانب واحد انفصال إقليمي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا في ربيع عام 2014.
وفي سياق متصل، صرح الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمس الأربعاء بأن بلاده لا تخشى أحدا ومستعدة للدفاع عن نفسها ضد أي غزو روسي. وجاء حديث زيلينسكي خلال مناورات كبرى حضرها، واختبرت خلالها قوات بلاده أسلحة مضادة للدبابات قدمها الغرب في ريفني (غربي البلاد). واتجه الرئيس الأوكراني بعدها شرقا إلى ماريوبول قرب خط المواجهة مع الانفصاليين الموالين لروسيا.